بالصور معرض وأزهرت: إسهام الفن بالحفاظ على التراث اليمني
تقرير: نورا الظفيري
استضاف مركز الدراسات والتدريب المعماري في صنعاء، بالتنسيق مع التنمية العامة لإدارة المرأة الخميس، 21 يوليو 2022، معرضاً تشكيلياً مميزاً، للفنانة التشكيلية أمهاني الوريث بعنوان ” وأزهرت”، عكس إسهام الفن في عملية الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري اليمني.
وخلال المعرض الذي أقيم، برعاية الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، أوضح لمنصة شواهد سامي محب الدين مدير مركز الدراسات والتدريب المعماري أن المعرض يأتى ضمن البرامج التوعوية والعملية التي تقوم بها الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية للمساهمة في حماية التراث الثقافي.
وأضاف أن مركز الدراسات والتدريب المعماري التابع للهيئة عمل على برنامج محاضرات علمية للعاملين والمهتمين في مجال الحفاظ عليها، وعلى إثر ذلك، استضاف عدد من الأكاديميين والباحثين ويعتبر هذا المعرض الفني الثاني الذي أقيم خلال هذه الفترة إيمانا منا بدور الفن في عملية التوعية للحفاظ على الموروث الحضاري اليمني.
وتابع محب الدين أن هناك تواصلاً مع مراكز عربية وإقليمية والمشاركة في عدد من الندوات المختصة في إعادة كتابة التراث في العالم العربي عبر تجمع “تراثنا” والذي يعتبر ملتقى لمجموعة من العلماء والأكاديميين والباحثين في مجال التراث والآثار في الوطن العربي.
ويشير محب الدين أن المعرض يحمل رسالة مهمة وكبيرة بدور الفنون والمهارات الثقافية في التعريف بتراثنا الغني والكبير، حيث مزجت الفنانة أمهاني في لوحاتها الفنية بين المدن التاريخية وقضايا المجتمع داخل هذه المدن، كما حافظت في لوحاتها تفاصيل مهمة من الحياة اليومية والملابس التقليدية التي بدأت بالاندثار.
ويقول إن المركز المعماري يحاول إقامة هذه الأنشطة والعمل على بثها مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحاول الاستفادة من التقنيات الحديثة من أجل نقل وأحياء للموروث الثقافي اليمني، بجهود ذاتية من العاملين في المركز دون اعتماد ميزانية مناسبة لهذه الأنشطة رغم وجود مقترحات تساعد على أن يقوم المركز كجهة وطنية بدور أكبر في مجال التدريب، وتبني الأبحاث والدراسات وإقامة الورش والمعارض والمؤتمرات محليا وإقليميا في حالة تجاوز المعوقات الإدارية والمالية الحالية التي لم تجد جديه في تجاوزها وتبني الحلول والمقترحات المطروحة.
الفن جزء مهم لحل قضايا المجتمع
وفي حديثها لمنصة “شواهد” تقول الفنانة التشكيلية أمهاني الوريث إن “الفن التشكيلي مهم جدا في حل قضايا المجتمع عامة، كما أن الفن مؤشر يبين من خلاله مدى رقي أي مجتمع”.
وتتابع أن المعرض ركز على توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على المدن التاريخية والموروث الحضاري، فكل يمني يجب أن يستشعر أهمية ارتباطه بماضيه وأن يكون فخوراً بتلك الحضارات اليمنية ويبني عليها مستقبلة.
وتشير الوريث على أهمية المحافظة المدن التاريخية من العبث حتى بأبسط الأشياء وأن لا بد من الاهتمام بنظافتها وجعلها قبلة يتوجه لها كل محب للتاريخ والحضارة.
وتضيف أن “لوحاتي تنوعت ما بين عرض تراثنا من أزياء وعادات وتقاليد وأيضا ركزت على مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت مع رموز ودلالات توحي بالحب والإزهار والعطاء وتعطي المشاهد طاقة إيجابية لما فيها من ألوان جذابة وفيها حيوية.”.
ومن جانبها تقول نجلاء الحكيم مدير عام تنمية المرأة ومسؤول الحرف في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية لمنصة “شواهد”، إن “المعرض يسلط الضوء على التوعية وإشراك المجتمع في عملية الحفاظ كما تعتبر المرأة شريك أساسي في عملية الحفاظ، وأن للفنانين والمبدعين دور كبير في عملية التوعية بأهمية الحفاظ لأنهم يمثلون التراث المادي للمدينة “.
وتتابع الحكيم أنه لم يكن معرضاً لعرض اللوحات الفنية فقط، وإنما تحولت إلى ندوة ثقافية بامتياز تناقش الجميع حول التاريخ والهوية الحضارية لليمن بين المفكرين والأكاديميين والفنانين والباحثين وأهمية المحافظة على الموروث الحضاري، وتحدث الجميع عن مدينة صنعاء القديمة وجمالها والمشاكل التي تتعرض لها وكيفية مواجهتها من أجل الحفاظ عليها، كما أجمع الجميع أن المشكلة الأساسية هو الإهمال بالمدن الأثرية والتراث اليمني.
وتشير الحكيم إلى أن هناك مشاريع مستقبلية متمثلة في التحضير لنشر كتاب عن صنعاء القديمة من منظور فني وكتاب قصص للأطفال ذو طابع يمني يعزز من التوعية بأهمية الموروث الحضاري عند الأطفال. وتوضح أن “اسم المعرض وأزهرت هو حلمنا جميعاً أن تزهر حياتنا وجميع المدن اليمنية مجددا”.