مدينة زبيد التاريخية.. التخطيط والعمران وعاصمة اليمن لقرون
تحتل مدينة موقعاً ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني. وبالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر..
اتسمت زبيد بأهمية جمة في العالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية. وتتبع إدارياً لمحافظة الحديدة. وإداريًا لمديرية زبيد.
أدرجت اليونسكو حاضرة زبيد التاريخية على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في العام 2000، بسبب التهديدات المتعلقة بالتنمية.
زبيد العاصمة
على أثر ثورة قامت بها قبيلتا الأشاعرة وعك ضد الوالي العباسي بصنعاء بعث الخليفة المأمون بن هارون الرشيد محمد عبد الله زياد وبرفقته زميله أحدهما من ذرية سليمان بن هشام بن عبد الملك وزيرا والثاني محمد بن عبد الله التغلبي قاضيا ومفتيا ومن ذرية التغلبي قضاة زبيد بني أبي عقامه وذلك في عام 203 هـ وذلك على إثر ثورة قامت لها قبيلتي الأشعر وعك ضد الوالي العباسي بصنعاء وفي عام 4 شعبان سنة 204 هـ اختط المدينة عسكريا وفي سنة 205 هـ اتخذت عاصمة وعمد إلى ترغيب الرعاة في الاستيطان بإعفائهم الزكاة لمدة سنة واتخذ زبيد عاصمة للدولة.
الدولة الزيادية
تأسست الدولة الزيادية في سنة 204 هـ وظلت إلى سنة 412 هـ حيث انتهت بآخر ملك كان طفلا يدعى عبد الله بن أبي الجيش إسحاق بن زياد الذي كانت على بن الفضل لزبيد في عهده وظل ملكه ثمانون عاما فكانت وفاته في سنة 391 هـ فاستخلف وصيا على طفله وعمته هند مولى يدعى الرشيد الذي تولى تربيته ثم خلفه بعده مولاه الحسين بن سلامه النوبي الذي استعاد ملك آل زياد وبني مآثر في جميع أنحاء اليمن إلى أن توفي
سنة 407 هـ وخلفه مولاه مرجان وكان لـه وصيفان أحدهما نفيس والثاني نجاح 000 فالأول كان وزيرا لمرجان والثاني عين أميرا لمدينة الكدراء بوادي سهام لميوله نحو الملك الطفل وعمته وبإزاحته كان إنهاء الدولة الزيادية بقتل الملك وعمته 00 فبلغ نجاح هذه المؤامرة فجنّد جيشا من وادي سهام وقاتل مرجان ونفيس حتى قتلهما واستعاد الحكم الزيادي فبعث للخلافه العباسية يخبرها بالقتل والنصر فخولته السلطة ولقبته بنصير الحق.
الدولة النجاحية
ابتدأت الدولة النجاحية من سنة 412 هـ بمؤسسها نجاح الذي تمكن من بسط نفوذه على تهامة وكان على محمد الصليحي قد ظهر بدعوته في جبل مسور بحراز فدخل معه بحروب كثيرة ولما لم يتمكن الصلبحي من النصر بعث إليه بجارية هدية فقتله بالسم سنة 458 هـ واستولى على زبيد.
وفي سنة 465 هـ تعقب سعيد الأحوال وأخوه جياش (أبناء نجاح) علي محمد الصليحي إثر سفره لأداء الحج مع لفيف من جنوده وسلاطين اليمن الذين انتصر عليهم فقتلا الصليحي وأخاه عبد الله في المهجم بوادي سردود وكان المكرم احمد بن علي الصليحي نائبا لأبيه بصنعاء فبلغه قتل أبيه وعمه عبد الله وأسر سعيد الأحوال لأمه أسماء بنت شهاب فغزا زبيد لإنقاذها من الأسر وطلع صنعاء.
بعد فترة استعاد سعيد الأحوال وأخوه جياش زبيد وظل الصراع بين النجاحين والصليحين حتى استقر الأمر لجياش بعد قتل سعيد الأحوال في جبل الشعر ومن ثم هدأت الأمور للنجاحيين حيث أصبح الحكم لأولاد جياش وبالأخص لأولاد ابنه فاتك وظل الحكم باسم وزراء الملك فاتك الذين تولوا الوصاية على الملك المنصور فاتك عندما كان طفلا ولقوة نفوذهم ولقوة نفوذهم إلى سنة 555 هـ كانت نهاية الدولة النجاحيه على إثر ثورة قام بها علي بن مهدي الرعيني لأسباب سوء تصرف الوزراء على المواطنين .
الدولة المهدية.
كان علي بن المهدي عالما صوفيا من قرية العنابرة بنخل وادي زبيد ثار على أوضاع وزراء الدولة النجاحية ابتدأ في السنة 536 هـ حيث واصل نضاله مع أتباعه المهاجرين ولكنه توفي بعد انتصاره بشهرين ونصف مخلفه ابناه مهدي بن علي بن مهدي وعبد النبي علي بن مهدي فقاما بتوحيد اليمن وتم له النصر غير أن السلاطين تألبوا عليهما لما لمسوا منهما من قوه وعزم في توحيد اليمن ولما انتهجها من سياسة المشاع وبالتالي سياسة الخوارج وكان علي بن مهدي حنفي الفروع خارج الأصول متشددا في العقوبات.
فكانت هذه السياسة الحافز لتألب السلاطين ضد الدولة المهدية بالإضافة إلى توحيد اليمن إن أثاروا أمير المخلاف السليماني الشريف غانم بن وهاس الذي قتل أخوه عبد النبي بن مهدي للاستنجاد بالخليفة العباسي الذي أحاله إلى صلاح الدين الأيوبي بمصر لطموحه السياسي وقوته العسكرية .
الدولة الأيوبية
بعث صلاح الدين الأيوبي أخاه توران شاه إلى اليمن فوصل زبيد سنة 569 هـ وبعد معارك دامية انتصر على عبد النبي مهدي وأخيه وقتلهما ومن ثم غزا تعز وعدن وجبلة وصنعاء وعاد إلى زبيد ثم طلب من أخيه العودة إلى دمشق وأناب عنه من يقوم بالسلطة ثم وصلى أخوه طفشكين الأيوبي واستقر بتعز وكانت زبيد العاصمة الأولى وحاضرة اليمن ثقافيا وصناعيا وتجاريا وسياسيا إلى سنة 635 هـ انتهت بآخر ملك يدعى الملك المسعود الأيوبي .
الدولة الرسولية
غادر الملك المسعود اليمن إلى الحجاز لأداء الحج سنة 635 هـ وأناب عنه عمر بن علي بن رسول وخوله السلطة إذا لم يعد وفعلا وافته المنية بالحجاز بعد الحج، فقام عمر بن علي بن رسول بالملك ولقب نفسه بالمنصور وبسط نفوذه على اليمن واتخذ تعز عاصمة لدولته وحذا حذو الدولة الأيوبية في المحافظة على زبيد علميا وسياسيا وصناعيا.
وازدهرت في عهد الدولة الرسولية فخلفه ملوك بني اليمن بالمساجد والمدارس والزراعة والصناعة من سنة 636 هـ إلى سنة 858 هـ انتهت الدولة الرسولية بعد أحداث سياسية على أيدي مشائخ رداع آل طاهر برئاسة المجاهد علي بن داود بن معوضة بن طاهر وأخوه الملك الظافر عامر بن داود بن طاهر .
الدولة الطاهرية :-بعد أن دخلت الدولة الرسوليه في أحداث سياسية في مرحلتها الأخير استغل هذه الأحداث مشايخ رداع برئاسة علي بن معوضه بن طاهر وأخوه عامر واستوليا على اليمن واتخذ المقرانه من رداع عاصمة/ واهتمت بزبيد اهتماما بالغا إلى سنة 933 هـ انتهت من جراء الغزو الجر كسي المصري.
الدولة المماليك : على إثر الكشوفات البحرية البرتغالية عبر المحيط الأطلنطي وراس الرجاء الصالح قام قلنصوا الغوري بإرسال جيوشه للمرابطه بالبحر الأحمر حفاظا على المصالح التجارية والأماكن المقدسة فكان مناهم مكاسبهم الاستيلاء على اليمن أن قضوا على الدولة الطاهرية بزبيد واتخاذها عاصمة لولايتهم.
المصدر: ويكبيديا – بتصرف