انهيار ثالث منزل أثري في صنعاء القديمة خلال أيام والأرصاد يجدد التحذير
شهدت مدينة صنعاء القديمة، يوم الجمعة، انهيار منزل أثري ثالث خلال أيام قليلة نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تضرب المدينة في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب معلومات “شواهد”، فقد انهارت ثلاثة منازل أثرية في صنعاء القديمة في مناطق حارة الحسوسة بجوار الجامع الكبير، حارة بستان السلطان، وحارة معمر. كما تعرض أكثر من 100 منزل أثري لأضرار، وفقاً لتصريح سابق لوكيل الهيئة للشؤون الفنية، رشاد المقطري.
في تصريح خاص، أوضح مدير إدارة التنبؤات في المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر، محمد اللساني، أن اليمن تأثرت منذ أسابيع، خاصة في شهر أغسطس، بالمنخفض الجوي الموسمي الهندي، الذي يمتد تأثيره أحيانًا إلى ما بعد البحر الأحمر باتجاه إفريقيا. وأشار اللساني إلى أن عوامل عديدة، مثل تيار النفاذ الشرقي ومنطقة تلاقي الرياح الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية، بالإضافة إلى التضاريس الجبلية في اليمن، ساهمت في هطول أمطار غزيرة على مناطق متفرقة، أبرزها الحديدة، ريمة، صنعاء، حجة، تعز، وأب.
وبين اللساني لـ”شواهد” أن المركز الوطني للأرصاد الجوية يتابع باستمرار حالة الأجواء، حيث أصدر المركز عدة نشرات تحذيرية منذ بداية أغسطس وحتى اليوم. تتدرج هذه النشرات من اللون الأزرق (النشرات البيئية) إلى الأصفر (تحذيرية)، البرتقالي (إنذارية)، وأخيرًا الأحمر (إعلان حالة الطوارئ). ودعا الجهات المعنية في الدولة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات.
كما شدد اللساني على أهمية الصيانة الدورية للمنازل الطينية والمدن والمعالم الأثرية، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي غير مناسب للقيام بعمليات الصيانة التي كان يجب أن تُجرى خلال فصل الشتاء، مما يجعل الأضرار الناجمة عن الأمطار الحالية أكبر.
وأشار إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في أضرار واسعة بالبنية التحتية والأرواح في عدة محافظات، وأدت إلى انهيار منازل طينية قديمة. ونصح اللساني المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تنظيف مجاري السيول وصيانة الأسطح وتصريف المياه بعيدًا عن أساسات المنازل.
كما أكد على أهمية اتباع التعليمات والإجراءات الخاصة بالمدن الأثرية وفقًا للمواثيق الدولية، والتي تشمل الوقاية، التدخل المباشر أو غير المباشر في المباني، والترميم وإعادة التأهيل، لضمان الحفاظ على هذه المعالم التراثية.
وأشار اللساني إلى ضرورة إجراء دراسات مناخية دورية لتقييم كمية هطول الأمطار والعوامل المناخية الأخرى مثل الرطوبة وسرعة الرياح، وذلك لضمان استمرارية تأهيل المنازل الأثرية وتحديد الأولويات في ترميمها بناءً على التغيرات المناخية.
وأكد اللساني أن التغيرات المناخية الحالية تختلف عن السابق، حيث باتت الظواهر الجوية أكثر تطرفًا، مما يستدعي استخدام مواد ترميمية مناسبة لضمان ديمومة المدن الأثرية. كما شدد على ضرورة تطوير البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار في المدن الأثرية، حيث أن البنية التحتية الحالية في معظم المحافظات تعاني من ضعف وهشاشة تجعلها غير قادرة على التعامل مع الكميات الكبيرة من الأمطار.