صنعاء القديمة: تضرر نحو 100 مبنى أثري جراء الأمطار منذ يوليو الماضي
كشفت مصادر حكومية عن أضرار لحقت بالعشرات من المباني الأثرثة في صنعاء القديمة – المدينة التاريخية في العاصمة اليمنية، منذ بداية موسم الأمطار في يوليو 2024.
وفي تصريح خاص لـ”شواهد”، أوضح وكيل الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية رشاد المقطري أن حجم الأضرار التي لحقت بمدينة صنعاء القديمة نتيجة التغيرات المناخية والأمطار الغزيرة كانت واضحة على أسقف المنازل وجدران الأسطح (التجاويب) للمباني الأثرية.
وأضاف وكيل الهيئة للشؤون الفنية، أن الأضرار هذا العام كانت أقل حدة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث لم يتم تسجيل انهيارات كلية في المباني الأثرية، حيث بلغت البلاغات التي وصلت للهيئة حول المباني المتضررة خلال هذه الفترة نحو 100 مبنى أثري.
وأشار المقطري إلى أن أسباب تضرر المباني الأثرية تعود بشكل رئيسي إلى التغيرات المناخية وزيادة نسبة هطول الأمطار لفترات طويلة.
وبين المتحدث أن هناك أسبابًا بشرية تساهم في تفاقم الأضرار، تتمثل في اعتماد المواطنين الكلي على الهيئة في إصلاح الأضرار، حتى في الأمور الأساسية التي كان يمكنهم التعامل معها بمبالغ زهيدة، مما كان سيسهم في تفادي تفاقم الخطر. وأكد أن الأهالي كانوا في السابق يقومون بتفقد الأسطح وتسوية تربتها، بالإضافة إلى تفقد مجاري مياه الأمطار (الميازيب) سنويًا، كعرف سائد بينهم.
وأوضح المقطري أن هناك اعتقادًا خاطئًا لدى سكان المدينة التاريخية بأن الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية هي المسؤولة عن أي صيانة داخل أي مبنى أثري.
وبشأن دور الهيئة، يقول المقطري إنها تنفذ مشاريع ترميم روتينية أو دورية بناءً على الدعم من بعض المنظمات، وهذه المشاريع مؤقتة وتهدف بشكل أساسي إلى تشغيل الأيدي العاملة وتحسين الوضع الاقتصادي.
وأضاف أن مشروع “النقد مقابل العمل” مخصص لسكان المدينة ويشمل ترميم بعض المنازل، وليس جميعها، نظرًا لوجود ما يقرب من 5000 مبنى أثري متضرر في المدينة، تتراوح أضرارها بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ومع مرور الوقت تتفاقم هذه الأضرار.
ونوه المقطري في ختام حديثه أن الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية تعمل حاليًا على حصر المباني المتضررة ورفع تقارير بخطط طوارئ للرئاسة للمناقشة مع اللجنة العليا للحفاظ. وأضاف أنهم يتواصلون مع أمانة العاصمة للتجهيز والدعم ببعض الأدوات ومواد التدعيم والإنقاذ، ويعملون على تخصيص ميزانية للطوارئ لتوفير المواد اللازمة لعمليات الإنقاذ الفورية للمباني الأثرية.